Monday, February 13, 2012

حاولت أن أكون ذو دم خفيف..لكن ياخسارة تقل الدم ده عطية من ربنا




ومات عم جلال عامر وكان أصغر منى سنآ وأكبر مقامآ وكنت أعتبره آخر الظرفاء الذين جاد بهم الزمن على وعلى أبناء جلدتى وأحس دائمآ بأنى قريب مما يكتب ويبهجنى فى كل ما كان يقول،أو يسرنى فيما كنت منه أسمع فحينما كان يستضاف فى برامج الفضائيات كان يتحفنا بقفشاته الحية التى لم أكن أحس بأى ملمس بارد لها..فهى ساخنة طالما كانت الحياة تدب فى أوصاله..ولما كان بالنسبة لى آخر الظرفاء جاء لاحقآ لعم محمود السعدنى،الذى تربع على عرش ظرفاء مصر بعد أن قيل إن الدكتور محجوب ثابت هو آخر ظرفاء مصر وقد كان ذلك فى القرن الماضى ،وحين مات الدكتور محجوب أتحفتنا العناية ألإلهية برجل كان يقطر ظرفآ ويشع لطفآ...عم محمود إبن الجيزة رائد القهاوى البلدى وجليس أرصفة شارع الصناديلى..وفى فترة من فترات حياته مل من الجلوس على الأرصفة فقرر أن يكون جليس الرؤساء ونديم الحكماء فرزقه الله بصحبة الرئيس السادات ويبدو أن كان هناك شئ مشترك لم يكن يبدو للعيان،وإنما كان يلعلع فى الخفاء ..فى جزيرة الفرسان مثلآ حيث الخضرة والماء والوجه الحسن..والمزاج الرايق...ا
عم جلال تفوق على عم محمود الذى كان يكتب للتاريخ يحكى عن أيام زمان..أو يسرد عجائب هذا الزمان من حكام غير محترمين،إلى رؤساء مهزئين من مجمل عملهم ألأسود الذى ابتليت به شعوبهم..فى غير خوف أو ارتعاش..فكان يكتب والأرزاق على الله..إلى أن نما إلى علم السادات أن كلمة ما قد أفلتت أو سرحت من فم عمنا محمود وحملها الريح حيث تأكد منها السادات فهاج وماج،وأرغى وأزبد وكان الطرد من الجنة مآل عم محمود فقال بلاد الله خلق الله مرة تجده فى لبنان..ومرة يضحك عليه أبو عقال ربيب البادية أو زعيم ألأجلاف ليضحك عليه ويوعده بأن يفتح له جريدة يكون هو رئيس تحريرها..ولا يدوم الحال إلا ليصبح ذلك من المحال ويبدو فعلآ أن كلام الليل مدهون بزبدة يصبح عليه الصبح يسيح
ومات عم محمود وأصبح فى ذمة الله ثم خلا عرش الظرفاء وكان لابد أن يفتح ذراعيه لمن كان جديرآ بأن يجلس عليه بفن واقتدار..وأمتعنا عم جلال بما كان يكتب..والظاهر أن جو اسكندرية والبحر وموجة تجرى ورا موجة بتفتح المخ لكن ماقدرش أقولك إنها تفتح مخ الى ماعندوش مخ..فالموهبة تسكن المخ الشغال الذى لايقف عداده عند رقم زيرو..والكتابة الساخرة التى كان يتمتع بها عم جلال تثبت أن هذا الرجل كان عنده مخ مفتح..استطاع أن يستوعب مشاكل كانت تحيط به وبنا أيضآ ليبعث إلينا بالنقد لها وبالحل إذا ارتأى أن ذلك سيمحو الكآبة ويضع البسمة على شفاهنا..فى أسلوب سهل وبسيط ،لايعصى على الفهم بل يجعلك تسيح فى موود من الإبتسامة والبهجة.ا
حاولت فى صدر حياتى أن أكتب كتابة ساخرة ولكنى لم أفلح وجاءت كتاباتى كئيبة وحزينة تنضح بما كان بداخلى ..ولم أستسلم وجاهدت أن أكون أديبآ ساخرآ خاصة أنى تبنيت مبدأ طز فى مجمل حياتى وأصبحت أتعامل مع كل المواقف التى تلسعنى بنار فرنها ببساطة وابتسامة وحبة حبة أدركت أن التقليد لزيد أو عبيد هو مفتاح الفشل وأن عدم توفيقى فيما مضى هو إصرارى على التقيد ألأعمى لكتاب كانوا يوصفون بالكتاب الساخرين أمثال عاصم حنفى،ويوسف عوف وغيرهم.ا
ومن المفارقات العجيبة أن كل من يقابلنى يكتسب انطباعآ يصرخ بأنى دمى تقيل،عامل معاهدة مع التكشير،أكره المرح وأموت فى الكآبة؟؟وقد تأكدت من ذلك وقت أن تجرأت وعاكست بنت الجيران وكنا نسكن فى العمرانية الغربية،فقالت لى ..يا  سم؟؟وكأن دشآ باردآ أو جردل زبالة قد انهمر على أم رأسى..ولا أكذب عليك فقد ذهبت إلى حجرتى حيث انهمكت فى البكاء ..وذلك تأكيدآ لما كانت تقوله لى أمى..أصلك يابنى دايمآ دمعتك على خدك؟؟ندبت حظى وقلة حيلتى وأحسست بأنى أقل من العيال المخلصة الذين يقهرون قلوب العذارى وينتزعون منهم الضحكة والإبتسامة..أرزاق ؟؟
لاأقل من أن أثبت أن دمى خفيف أو زى مابيقولوا شربات ..وللآن بينى وبين نفسى أحس بأن دمى شربات فسيخ..أو سولار أو قول زيت بترول..حظى كدة..ربنا خلقنى كدة..تقدر توصفلى دوا يخفف دمى ويخلينى أكتب أدب ساخر زى ماكان عم جلال بيكتبه؟؟

No comments: