Friday, June 13, 2014

المسحراتى...من كناسة دكان الذكريات(1)






أللهيرحمك يادكتور....ألله يرحمك يادكتور محمد.....ا
كنت أهمس لنفسى بعد أن تناولت فنجال القهوة الذى لاأتذوق طعمه إلا إذا قمت وصنعته بنفسى بشرط أن يكون بن محوج غامق ...هذا أول شرط..الشرط الثانى هو أن يكون من محل الحاج /عبد المعبود ..الذى كان ومازال يقع فى وسط ميدان ألأزهار..أو باب اللوق حيث يديره ألأبناء بعد أن أستأذن منهم ألأب فى سفر طويل لم يعد منه حتى اليوم..ولن يعود لأنى أعتقد أن مقامه الحالى أفضل بكثير من مقامه السابق..فالرجل كان طوال اليوم يلهث من التعب فهو يقوم بنفسه بتحميص البن ,,الذى كان ينقسم لقسمين لاثالث لهما...فاتح وغامق مع وجود الحبهان لمن يهوى أن يرتشف القهوة المحوجة زى حالاتى...الله يرحمك ياحاج عبد المعبود..كنت صديقى ..رجل طيب ليس مصري العنصر مائه بالمائة..ولكن هذا يقتضى التصريح به والسرد له فى مقام آخر....ا
أهمس بينى وبين نفسى إذ تداعت الذاكرة الحديدية لعام 1956 حيث وقع تحت يدى كتاب إقترضته من مكتبة مركز الخدمة بالمدرسة الثانوية بالمنصورة مسقط رأسى...ولا تتعجب فبمجرد إنتهاء الأمتحانات لآخر العام تبدأ بنا رحلة ألأجازة..ولابد أن تكون واحد من إثنين..إما أن تذهب كل صباح أنت وشلتك أو أصدقائك للقهوة التى لايجتمع بها إلا ألأفندية من مدرسى المدارس بلباسهم المحترم ..الذى يتميز بالذوق الهادئ,,ألوان هادئة تتناسب وسن ألأفندى المدرس غير فاقعة أو صارخة..لأن كل شئ محسوب عليه..فهو لايجرؤ أن يكون رائدآ فى ذوق ردئ..وذلك لسبب بسيط وهو أنه قدوة لجيش من التلاميذ الذين يعجبون ثم يقلدون ألأفندى..فهو بحق رائدهم فى كل شئ..وكم من أفندى مدرس ...كنا نسميه الخوجة،كان مؤثرآ فى طالب ودافعآ له كى يبرز أو يتفوق فى مادة ما استطاع هذا الخوجة أن يدخل فى قلب الطالب وكان دافعآ بل وازعآ له كى يتفوق ويتميز وينبغ حتى وصل إلى كلية من كليات القمة.ا
الفريق ألآخر كان يهوى الصيد..الرياضة..بناء ألأجسام حتى يكون مميزآ أو متميزآ لدى لحظة خروج التلميذات من المدرسة الثانوية للبنات ...ويابخته..ويا سعده من تغمز..بطرف عينها الشمال..أو اليمين..هوه وحظه..كاشارة إعجاب بالواد الفونت..المتميز بطلعته البهية أو عضلاته الفتيه؟؟
كنت خارج هذا الفريق ولكنى منتسبآ للفريق ألأول المنكفئ ليل نهار على كتاب أو قصة..يتنقل بينهما لينتهى من قراءتهما ليبدأ فى أخرى وهكذا حتى يقدم موعد دخول المدرسة..مدرسة الملك الكامل
جذب نظرى عنوان كتاب..طلبت من مشرف المركز أن يوافق على إعارته لى ..وقد لبى طلبى..فكنت فرحآ حال تلك الموافقة ودخلت به منزلنا العامر لأنسى موعد العشاء وأستقبل صديقى الجديد تحت ضوء ألأشعة البنفسجية التى تبثها لمبة جاز نمرة خمسة,,ولم أنتهى إلا مع آخر صفحة فى الكتاب ؟؟
معلهش سميها شقاوة عيال..ولكنها شقاوة غير مؤذية..شقاوة حميدة قادتنى إلى أنه لم يكن بالكلية أهل مصر من قادة الرأى فيها مضللين..أو مأجورين..لا يعملون إلا لمصالحهم الخاصة..ولم يكونوا يشعوا فسادآ أو ضلالآ؟؟
المؤلف كان إسمه الدكتور محمد خطاب..أحد أفراد العائلة الخطابية التى كان من خصائصها إمتهان الطب..وقد كان للدكتور محمد هواية أخرى غير هواية الطب..ألا وهى ألأدب فكان طبيبآ متأدبآ..وكان عضوا بمجلس النواب فى العهد الملكى الذى صبوا فى آذاننا بعد عام 1952 أنه عهد كله فساد..وعهد مشبع بالضلال والضحك على المصريين؟؟
عنوان الكتاب هو ...المسحراتى..والمسحراتى لمن لايعرفه شخصية كانت من معالم شهر الصيام لدى المسلمين..فى جوف الليل حيث الناس نيام,,يوقظهم كى يتناولوا السحور ليستطيعوا ألا يقربوا الطعام من الفجر حتى غروب الشمس فى اليوم التالى..وقد كان بعض المسحراتيه منضمآ لجموع الحكائيين..ولك أن تسألنى من هم الحكائيين؟؟

No comments: