Friday, June 20, 2014

نحن ألآن فى صبيحة يوم 23من يوليو من عام 1952

ياتكون كدة،أو تكون كدة...يقول صديقى وقرة عينى بشاى الذى تبرع وعزمنى على كباية شاى على قهوة عم بشاى التى تقع فى آخر العطفة المتفرعة من الزقاق الذى 
ينفصل عن الحارة التى ولدت من رحم شارع شبرا...؟؟
إنت بتتكلم النهاردة بالصينى ولا باليابانى.. يقول قرة عينى وننوس ماما
لأ ياسيبشاى..وعلى فكرة كنا حتى أوائل الستينات من قرن مضى نعظم بعض ونجل بعض ونحترم بعض فكان الرجل يخاطب ألآخر ويناديه بسى..مضغمة مع ألإسم العلم..ولكن الكلام ده كان زمان قبل أن تلطشنا يد الحضارة وأداة التقدم ليصبح إحترام ألآخر مسبوقآ بيابن اللى مش نضيفة..وهو نوع من أنواع ألأحترام الحديث الذى أصبح فى نظرى العملة الرديئة والتى طردت العملة الجيدة من السوق!ا
أقولك باختصار يابشاى ياخويا..كدة ألأولى تعنى أن من يستمع لى فيشنف أذنيه   وكأنه يسمع أو يقرأ لأول مرة..فهذا عذره مقبول لأنه لم يعى تلك ألأحداث أو يشاهد تلك الوقائع..التى سأحدثه عنها..أما كدة الثانية فهى تعنى أنه معاصر لجيلنا الذى تعاقبت عليه أحداث وأحداث فأصبحت ذاكرته متخمه بما حدث أو بما وقع..وأعتقد أنه نفر قليل لأن من شهد تلك ألأحداث يكون قد تجاوز السبعين مثلى وحيث أن مرض السكر وارتفاع الضغط وتصلب الشياطين(الشرايين) قد أصبح متلازمة بين أغلب الناس خاصة من تجاوز تلك السنين..وحتى لو كان حيآ يرزق تجده قد نسى أو أجبر على عدم التذكر من الملعون مرض الزهايمر الذى قد تنسى من جراء بركاته عليك إسمك أو رقم منزلك أو حتى شكل أولادك!!ا
الموضوع يابشاى ياخويا أن فى الفترة ألأخيرة حدثت همهمات بأن العسكر قادمون؟؟وستكون سنين حكمهم سودة بل أسود من قرون الخروب؟؟لذلك أرى من واجبى أن أكون بصفنى شاهد على العصر أن أقول كلمة حق فيمن استولى على مقاليد الحكم من آخر ملك من ألأسرة التى لم تكمل أكثر من مائة سنة فى الحكم إلا القليل حيث عن طريق جماعة من الضباط أطلقوا على أنفسهم ضباط أحرار قد أقسموا أن يتغير الحكم فى مصر ويتحول من سئ إلى حسن...!ا
لم يكن هناك من شئ أصبح يسر المرء فى نظام الحكم الذى كان يجلس على قمته شاب لم يتلقى قسطآ من العلم قد يؤهله لمسك زمام ألأمور لبلد بجرم مصر ..وفى السنة ألأخيرة لعبت ألأقدار دورآ كبيرآ فى أن يتلون وجه مصر بمنظر منفر حتى أن طاها حسين عبر عن ذلك فى إحدى روائع كتاباته ليقول ويتحدث عما يجرى فى مصر"وقد عرف المصريون ذلك فضاقوا به أشد الضيق وكرهوا حياتهم العامة، وبرموا بحياتهم الخاصة...."هذا ماقصده طاها حسين من أن أمور مصر ووجها كان مستباحآ للخارج فضلآ عن الداخل...فى شهر يوليو تغيرت على ألأقل أربع وزارات منها وزارتان لحسين سرى باشا،وزارتان لنجيب الهلالى باشا،ووزارة للثعلب العجوز صاحب المقام الرفيع على ماهر باشا..الذى نال شرف أن يكون المنادى الذى نادى فى عام 1937 بحيا الملك..وفى عام 1952 بكلمة سقط الملك..والملك هو الملك..ولكن مقتضيات ألأمور كانت تقتضى أن يساير الثعلب العجوز ألأمور المستجدة وينصح مولاه ومولانا الملك بأن يتخلى عن العرش,,نزولآ على رغبة ثلة الشباب الذين حققوا مطالبهم .ا
نحن ألآن فى 23 يوليو 1952 حيث كان راديو ألأذاعة المصرية يفتتح إرساله فى السادسة صباحآ،بنصف ساعة من القرآن وذلك بطبيعة الحال بعد عزف السلام الملكى ثم تفسير القرآن،,,ثم البرنامج العادى اليومى..إلا أنه فى ذلك اليوم حدث شئ آخر...؟  هناك فى شارع الشريفين بوسط البلد  وفى الموعد المحدد صعد  ضابط برتبة قائمقام ليقابل المذيع المناوب والذى افتتح ألأذاعة فى هذا اليوم وكان إسمه فهمى عمر ..وأبلغه شفويآ بأن هناك بيان سوف يلقى على الشعب..ولكن فهمى عمر سأله هل هو المذيع الذى سيقرأ البيان ؟؟وكان الرد :أنا الذى سألقى البيان
وسمع الشعب صوتآ رصينآ يلقى البيان ألأول لمن قاموا بالثورة فى مصر صبيحة يوم 23يوليو من عام 1952وكان فى نهايته..ولن يخاف ألأجانب على مصالحهم
كنت وقتها فى العاشرة من عمرى إلا أنى شاهدت تهرئ الحكم فى مصر من كثرة الوزارات..ومن الرقابة للحاكم العسكرى يوم أن شاهدت الشرطة تقتحم الدكاكين والمحلات العامة لتصادر ألأهرام أو المصرى وهما الصحيفتين الوحيدتين الصباحيتين فى مصر وقتها وذلك بسبب نشرهما أخبارآ مؤذية عن الحكم أو الملك..فصدر ألأمر بالمصادرة...علم وسينفذ ياأفندم

No comments: