Wednesday, November 21, 2012

واحنا  صغيرين..أطفال مساخيط كان خيالنا واسع وكنا نسرح بينا وبين أنفسنا نتخيل أننا طلنا السحاب،طالما هناك إيريال راديو موجود على سطوح الجيران،يعنى ممكن فى خلسة من ماما وبابا أطلع السطوح وأطول السحاب،أو ارسم ناس لهم أكتاف طويلة راكبين فوق بعض،وعلى القمة يقف العبد لله..ا
وكنا فى الفسحة يلتئم الشمل ونكون حلقة نسرد فيها تمنيات كل منا ..أحمد يقول نفسه يكون سواق أتوموبيل..وعلى يقول نفسه يطلع عربجى..يمسك كرباج وبدلآ من أن يقود الحصان بالكرباج يتمنى أن يضرب البيه حنا مدرس الحساب لأنه يضربه  بينى وبينك بقسوة ...يعمل إيه الراجل؟؟أمامه ولد غبى لايستوعب أن 5*صفر =صفر؟ أنا أغبى منه لأنى حتى اليوم غير مقتنع بأن 5*صفر يساوى صفر؟؟يعنى إيه صفر..روح إسأل ألأستاذ الدكتور شفيق دوس أستاذ الرياضة البحتة وهوه يقولك أو يضربك كام شلوت؟؟ده الصفر ياغبى..موش أى حاجة؟؟
أما العبد لله فكان يتمنى أن يكون مذيع...نعم يااخويا بتقول إيه؟؟مذيع؟؟يعنى إيه مذيع؟؟شفته فين؟؟وتعرفه منين؟؟
كان البيت الذى يمتلك راديو يعد من البيوت الهاى لايف..يعنى أكتر من بيت مستور..تمن الراديو فى ذلك الوقت كان 25جنيه مصرى،ولم يكن الجنيه بعافية وعنده التخلف الذى أصيب به اليومين دول،بل كان جنيه شادد حيله،تقدر تفكه ب5ريال سعودى لأن السعودية فى تلك ألأيام كانت تعانى من الفقر والفاقة..وكان ألأجلاف يتوقون لأكل الجراد المملح لأنهم يعتبرون الجراد أكلة هنيه وفضل من ربنا...!!ا
الحكاية ومافيها أن أبويا أشترى راديو فيليبس دولاب يعنى طوله يساوى طول واد عنده 5سنين..وكنا نتلم حوله لنسمع ألأخبار الساعة 7صباحآ،وذلك بعد أن يذاع ماتش قرآن وحديث الصباح لكبار العلماء ،الراديو كان يفتح الساعة 6صباح ويغلق أبوابه الساعة 12ليلآ ولازم يختم بماتش قرآن وكانت ألآنسة أم كلثوم تقرأ ماتيسر من السور الكريمة..آ،وبعد نشرة ألأخبار يذاع رسالة واشنجطن من أمريكا،وفى هذه ألأيام كانت مصر تعرض قضيتها على ألأمم المتحدة ووزير خارجيتها الدكتور محمود فوزى وتبعه تلميذه محمد صلاح الدين يصولا ويجولا لعرض قضيتهم ومطالبتهم ألإنجليز بالجلاء التام أو الموت الزؤام..وكنا لانملك سوى التظاهر ضد ألإنجليز ونخرج فى المظاهرة بالإشتراك مع الطلبة الكبار الذين يلبسون الطرابيش أما نحن فكنا مفاعيص يادوب نلبس القميص والشورت لتظهر أفخادنا عريانة ومن الممكن أن نقع فريسة للتحرش الجنسى من ناس غاويين ألأطفال ويحدث مايحدث؟؟
كان المراسل الذى يصبحنا كل يوم برسالة واشنجطن إسمه حسنى الحديدى..ولضعف ألإرسال من أمريكا حيث التقنية ضعيفة كنا نسمع حسنى الحديدى بصوت أخنف فكان التفسير أن هناك تداخل موجات مع صوت المراسل فيأتى الصوت مشوشآ أو مشوهآ...كان ذلك مثار إعجاب لنا ومن ثم فقد فكرت فى أن أقلد حسنى الحديدى الذى أصبح فيما بعد كبيرآ للمذيعين فى محطة القاهرة أو ماكانت تسمى ألإذاعة المصرية.ا
أحضرت دواية لمبة،ووصلتها بماسورة كان يدخل فيها سلك الكهربا الذى يستخدم فى إنارة البيوت،وتصورت أن ذلك ميكروفون وعليه أقوم بقراءة قصاصات جريدة المصرى،أو ألأهرام،أو جريدة الزمان وهم يمثلون الجرائد المصرية فى ذلك الوقت ألأخيرة كانت الجريدة المسائية الوحيدة أما المصرى فكانت الناطقة باسم حزب الوفد  
المصرى وكان شعارها على الترويسة:ا
الحق فوق القوة،وألأمة فوق الحكومة
وأظنها مقولة للزعيم سعد زغلول..وكان يصدرها ألأخوان محمود وأحمد أبوالفتح أما ألأهرام فكان يقوم على إصدارها الشوام أو ألأخوة تقلا.ا
الراديو زمان كان فقير إلا من القرآن صباحآ ومساءآ،وألأحاديث الدينية ،وأحاديث السهرة والتى كانت تجمع طاها حسين باشا،شفيق غربال باشا،عباس محمود العقاد وفكرى أباظة باشا وغيرهم من كريم المجتمع وسادته.ا
عباس العقاد كان يستهل الحديث بقوله:سادتى ..سيداتى؟؟وهو ماكان خلافآ للآخرين وخلافآ أيضآ للإيتيكيت الذى يقدم المرأة على الرجل،أما فكرى أباظة باشا سليل العائلة ألأباظية الشرقاوية فكان يمزج بين اللغة الصحراوية ..أو لغة البادية،واللغة العامية وتستطيع أن تعتبره رائد الحديث باللغة العامية فى مصر على النقيض من عمنا الدكتور طاها حسين..والذى كان يصر تمام ألإصرار على كتابة إسمه على الشكل...طاها ..خلافآ للرسم العثمانى الذى ابتليت به المنطقة العربية وابتلينا به نحن أيضآ كمصريين اتباعآ للأجلاف فى رسمهم ولغتهم؟؟
وللحديث بقية

No comments: