Saturday, August 30, 2014

إنتى جرالك إيه يامصر؟؟ وللحديث بقية

هل تصحو من النوم قرفان وزهقان وشايل الدنيا فوق دماغك؟؟ هل ما كنت تفكر فيه بالأمس من أن دخول المدارس على ألأبواب،وألأربعة أولاد يلزمهم الشئ الفلانى من لبس ومصاريف مدارس ودروس خصوصية ومواصلات من المدرسة للبيت وبالعكس هى مشاكل تؤرقك وتجعلك تحلم بها وبكوابيسها لتقوم من نومك مفزوعآ مهلوعآ؟؟
وألأغرب من كده أن حرمكم المصون أو جوهرتكم المكنونة لاترحم ولا تخلى رحمة ربنا تنزل..فالست مجيدة جارتنا مراة ألمعلم "عبالسميع" الذى يملك مزرعة..ولامؤاخذه بهايم ..من النوع الذى يدر لبنآ وينتج لحمآ،وليس من نوع البهائم الذى قد يقودك حظك العاثر لأن تقابله ..فى سوق للخضار أو  فى سوبر ماركت أو لدى جزار يخبطك كلمة يجيبك ألأرض فيرتفع الضغط عليك وتفور دماغك ولا تقوى على أن تحملك رجليك..فترقد فى السرير شهر تقول آآآه ولا أحد يرد عليك أو يطيب خاطرك!!
الست مجيدة بتغير كل يوم فستان تشتريه من وسط البلد بالشئ الفلانى..وهى زبونة مستديمة لمحل المجوهرات بشارع عدلى برضه فى وسط البلد؟؟وهى زبونة مستديمة للهيبر الفلانى الذى يقع على الطريق الدائرى وحينما تذهب هناك تدفع حوالى قدر مرتبى ثلاثة مرات..هذا فى المرة الواحدة..وهى قد تتكرر من مرتين إلى أربعة مرات فى الشهر!!
يااااه الشهر ده شهر طويل وهو ليس كذلك فى السنوات الماضية ..وعمومآ شهر آب واحد وثلاثين يومآ ..وأقول لنفسى وأنا مازلت على حافة السرير أستجمع شجاعتى لأقفز على ألأرض ..يعنى هوه اليوم الواحد وثلاثين ده هوه الذى لخبط الدنيا وجعلك كأنك تعيش فى سجن قرة ميدان؟؟
عمومآ الست مجيدة من عادتها أن تستشير حرمنا المصون فى أن تعرض عليها الفساتين التى تشتريها فتقول لها ..إيه رأيك ياشوشو فى الفستان ده؟؟أنا إشتريته لقطة من مدام عفريته فى وسط البلد ..عجبنى سعره فاشتريته..تصورى ياشوشو بألف وتسعة وتسعين بس!! وتفتح الست حرمنا فاها لتقول لها :ألف تسعة وتسعين قرش؟؟معقول ده فعلآ لقطة يامدام مجيدة!!
ساعتها أسمع أجمل كركوعة تسمعها من أنثى ترن فى أذنك مصحوبة بتوبيخ حريمى لتقول:إيه ياشوشو إللى بتقوليه ده قرش إيه وخمسين قرش إيه؟؟هوه النهاردة لسة حد بيتعامل بالقرش والخمسين قرش..إنتى مش عايشة فى الدنيا ياأختى؟؟
ألف وتسعة وتسعين جنيه ..ده حتى أنا فى أغلب لأوقات ماتعاملش إلا بالدولار ..لأن المحلات الهاى لايف فى وسط البلد بقت بتحب تتعامل بالعملة الصعبة..أمال ياأختى الزمن إتغير..إنتى لسة عايشة ومفكرة إن الجنيه المصرى له قيمة؟؟
ياأختى كل حاجة النهاردة بالخوجاتى..بصى شوفى اليافطة بتاعة عم محمود البقال إللى جنبنا..على قد ماهو محل ظغنن متر ونص فى مترين..إلا أنه كاتب على المحل "سوبر مارك الذوات" وكاتب تحتها بالأفرنجى كمان!!
أما فى وسط البلد فكل اليفط أصبحت تكتب بالفرنساوى وألأنجليزى..وده بيعطى للمحل بريستيج أكبر ..!!
ياخسارتك ياشعب مصر ياللى عندك عقدة الخواجة..يفط بالخواجاتى..تعامل بالفلوس الخواجاتى..أصناف أكل برضه خوجاتى ومستوردة..إلا حاجة واحدة لم يطلها العفريت الخواجاتى..هو أن يتنازل الشاب المصرى عن زواجه ببنت مصرية ويذهب ليدق باب الخواجة "كرياكوس" ويقوله ياخواجة أنا طالب إيد السا فيللsa fiele بتاعة ألأنت؟؟
أنا مبسوط لأنى باشوف لوحة مرسومة أمامى ليست بريشة عادل طاهر أو سيف وانلى ولكن باصبع قدم طبقة طفيلية طفت على سطح القشرة الرقيقة لمربع صغير على خريطة العالم إسمه مصر لاتتحمل كل هذا السيرياليزم أو العبث الذى نقف أمامه..رفقآ بنا يابنى جاموس وياعفاريت تتراقصون على واحدة ونص تتعاطون البانجو،وتبلبعون ترامادول،وتضربون ماكستون فورت،وتشمون أجود أنواع الهيرويين..بالعربى الفصيح..هيرويين بيوور؟؟
هل ستعودين ياأمى لسابق عهدى بكى ؟؟هل سأنزل ميدان السيدة زينب لأرى الجمال المصرى ذو الدم الخفيف وهو يلبس الملاية اللف ولا تغطى الرأس بل تنسدل على ألأكتاف بطريقة بها تكنيك شعبى جميل؟؟هل سأرى أقدام بها خلخال فضة يلحس العقول؟؟
هل سيهدئ بال أستاذنا كمال بشر وتعود لافتات محلات مصر المحروسة تلعلع بالخط العربى الذى أدمناه فى عهود مضت؟؟
وهل سأستطيع أن أوفى طلبات الولاد من كوتشى على شريطة أن يحمل علامة"أديداس" أو بنطلون كاو بوى مصنوع من الجينز ألأمريكانى المعتبر؟؟
كل ده دار فى رأسى وأنا مازلت على حافة السرير الذى به مرتبة واحدة ومخدة واحدة 
وأسمع جرس الباب لأفتح وأجد أمامى المعلم حلمى الجزار الذى نستسمحه أن يمنحنا اللحيمات التى نتسممها على النوته ليقول لى على الصبح:إنت ياسيدنا ألأستاذ عليك 85 جنيه لحمة من الشهر إللى فات...عاوزينهم!!
ويزداد الضغط فى شرايينى وأفاجأ بأنى قد انتقلت للمستشفى ..ويمكن بعد كده أكون من مجاورى مقابر النصارى بالهرم..قول آمين

No comments: