Wednesday, July 2, 2014

وفى الحسين كانت لى ذكريات

ولما  أقبل السيد رمضان بطلعته البهية لم نتمالك أنفسنا من إبداء الفرحة وكدنا أن نلبس الطرحة لنغنى مع ألطف الكائنات البنات الشرباتات..وشددنا الرحال لسيدك الحسين حيث الحاج فيشاوى الذى مازال ممتطيآ صهوة الجواد يطل بصرامة على خلق الله والعباد.ا
وجلسنا وجاء النادل فطلبنا الشاى ألأخضر الذى على ماأظن لم يكن يقدم فى قهاوى القاهرة إلا فى قهوة الفيشاوى..وكانت الكباية خمسينية يعنى بلغة الكيميا أو السيميا 50سى سى وبينما نحن نشرب الشاى إذ دخل علينا نفر من الشباب الواحد منهم طوله طول الباب وعلى راسه لبده صوف من شكلها بيقول إقلعنى إعمل معروف..وسألنا النادل دول مين؟؟فأجاب وكان إسمه أمين..دول بتوع القافية بلا قافية..واستغربنا ونظر بعضنا للبعض وأحس أمين بأننا فلاحين أو قول صعايدة أو قرويين نزلوا المدينة فبهرتهم أضواءها وأصبحوا فى حيص بيص..وقال ماتتخضوش الوقت هتشوفوا القافية على أصولها دول بلا قافية هواه بيحبوا يفرفشوا الناس ؟؟
وقد كان والملاحظ أنهم يتمتعون بسرعة بديهة..فما أن يتناظرا ويقول ألأول ففى لمح البصر يأتى الجواب من ألآخر..وموضوع القافية ذو إختيار حر من الجالسين بالمقهى فقد يختار أحد الناس البلاد..أو الستات مثلآ وما أن يختار حتى ينساب الكلام سريعآ من أفواههم حتى عجزنا عن تفسير ذلك وعلمنا أنها موهبة وقد شطح بعضنا بأفكاره فقال ..أنا شايف العيال دول حشاشين تقال..أصل الحشيش ياجماعة بيذكى العقل..علشان كده أبويا أذكى واحد فى بلدنا..واستدرك أحد الأغبياء من الشلة وبادره بسؤال:ا
ولامؤاخذه هوه أبوك بلاقافية حشاش؟؟فرد عليه ألأول قائلآ:ا
مش أحسن من أبوك الشمام!!ا
وما أن دخلت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى دخل حسين الفار ومعه سلطان الجزار..ياحلاوة ياولاد عشنا وشفنا الناس اللى بنسمعها فى ألأذاعة!!ا
حسين الفار وصديقه سلطان الجزار توينزان برعا فى النكتة وخفة الدم وكانا قطبين أساسيين فى برنامج ساعة لقلبك الذى يرجع الفضل فى تكوينها لفهمى عمر ألأذاعى الكبير صاحب مجلة الهوا كذلك وأعضاء الفرقة مثل عبد المنعم مدبولى وفؤاد المهندس وكانا أيضآ يكونان دويتو فكاهى،وكذلك شخصية فهلاو العبيط التائه فى دروب القاهرة،أبو لمعة والخواجة بيجو وكان حسين الفار طويل القامة على عكس سلطان الجزار الذى كان مكعبر وتخين وتخصصا فى النكتة والقفشة بسرعة بديهة وتلقائية شديدة..ومن سخريات القدر أن سلطان الجزار على الرغم من أنه كان فنانآ إلا أنه عند الكبر لم يكن يجد ثمن رغيف العيش فى جيبه!!وقد شاء القدر أن يلتقى أحد أصدقائى وكان طبيبآ بيطريآ يدعى فاضل له اهتمامات أدبية وفنية وكان على صلة بسلطان فرآه فى حوارى السيدة زينب فى حالة رثة ويتضور جوعآ!!ألأمر ألذى دعا فاضل لسحبه من ذراعه واستضافته بمنزله والعطف عليه بما جادت نفسه به من نقود!!ا
كانت قهوة الفيشاوى مجتمعآ فنيآ قائمآ بذاته فى ميدان الحسين وكنت بين الحين وألآخر ترى رجلآ لايزيد طوله على متر وربع المتر ويحدف نفسه يمنة ثم يسرة وتحت إبطه اليمين وتحت إبطه اليسار مجموعة من الكتب حتى إذا ناديت عليه وجدته يشرح لك كل كتاب من البضاعة التى يحملها..وكان للمفارقة كفيف..إلا أنه كان علامة لكل المبصرين الذين يتوقون لقراءة أدب عباس محمود العقاد أو طاها حسين..أو لثلاثية نجيب محفوظ الذى كان مسرحها ليس ببعيد عن ميدان الحسين أو قهوة الفيشاوى
وقد كانت الشيشة القاسم المشترك ألأعظم فى سهرات الفيشاوى..ووجدت نفسى من باب إثبات الذات أو الرجولة أن أطلب واحد شيشة..فسألنى النادل..حمى ولا عجمى..فتظاهرت بأنى أكلم أحد أصدقائى على الترابيزة وأشرت إليه بحركة غير مفهومة ليذهب وكأنه عرف أنه ليس لى فى الطور ولا فى الطحين..فجاءنى بشيشة حمى وكأن لسان حاله يقول:ورينا شطارتك وشد؟؟
واستجمعت كل إمكاناتى الصدرية لأشد وأنفث كما أرى الشريبة..ولكنى لم أدرى بنفسى بعد أن أحسست بدوخة وفقدان للوعى...وكانت هى المرة ألأولى وألأخيرة التى غازلت فيها الشيشة..تقول إيه شقاوة عيال؟؟
على أنى كلما ذهبت لميدان الحسين أسأل نفسى سؤال ظل فى خاطرى حتى اليوم..معقول راس الحسين تنتقل مع أحد الأتباع دون الجسد لتبقى وتدفن فى مصر..ويظل الجسد ليدفن بالعراق؟؟
لاأصدق ذلك ولكنى لاأقوى على ذكر ذلك صراحة وجهارآ أمام ألأخوة الشيعة الذين يأتون من بلاد واق الواق ليزوروا الحسين فى مصـــــــــــــــــــــر
مدد ياحسين

No comments: