Monday, May 26, 2014

شاهد على العصر(3)

وكان  من اللائق أن أهرش فى ذاكرتى لأصطاد منها ذكريات تمس القاهرة..ماذا كانت تسمى شوارعها؟؟ وهل كان هناك من حدائق واسعة أو مثمرة؟؟
شوارع القاهرة توزعت أسماء الأسرة  العلوية بها بالعدل والقسطاس..فابراهيم باشا ولد محمد على بالتبنى ..وهذه حقيقة يفصح عنها التاريخ من أن إبراهيم باشا لم يكن من صلب محمد على العسكرى له تمثال ممتطيآ جواده يعرفه العامة بأبو إصبع، الذى أتى إلى مصر من ألبانيا وفى أم رأسه ذكاء اجتماعى كبير استطاع أن يوظفه لصالحه وأن يعتلى سدة الحكم فى مصر بعد أن أقصى زعماء ومشايخ من الساحة الوطنية وانفرد بالحكم وقد كان له نصيب فى أن يحمل شارع من شوارع القاهرة إسمه..كان ذلك هو شارع محمد على أو شارع الفن الهابط من عوالم وراقصات هز وسط وأشياء أخرى ترضى الذوق الهابط ولا تغرى  الذوق الرفيع الذى كان يأنس ويستأنس بريادته للأوبرا أو للمسرح الذى كان مزدهرآ بفضل بعض الشوام الدين وفدوا لأم الفنون..مصر المحروسة.
أما عن الجيل اللاحق فقد كان له هو ألآخر نصيب فشارع الجيش حاليآ كان إسمه شارع فاروق ألأول..وشارع 26 يوليو..وقد سقط سهوآ على مايبدو من بلدية القاهرةأن تذكر تاريخ السنة التى ذكرت بها 26يوليو فتركت لذكاء القارئ أن يبحث فى تلافيف أم رأسه ليقول...آآآه 26يوليو سنة 1952 وهو نوع على مايبدو من محاولة الحكومة أن تنعش ذاكرة الناس لينطقوا بما قد يكون صحيح أو يعملوا عقلهم ويبحثوا أو ينصلوا بصديق كى يستقروا على أنه شارع 26يوليو 1952..وليس شارع وبمناسبة شارع فؤاد فقد كانت حدوده الشرقية حديقة ألأزبكسة التى تعد من آثار العز للخديوى إسماعيل وكانت تغلق الشارع فلا منفذ للعتبة الخضراء ..كانت جنينة كبيرة وبها كشك موسيقى يوم الجمعة تأتى مزيكة تسمى ألآلات النحاسية أو آلات النفخ لتطرب الناس يوم الراحة؟؟؟تلك كانت نهاية شارع فؤاد كما كان يعرف سابقآ.ا
هناك شارع الهرم الذى يعرف ألآن والى عهد قريب بشارع الكباريهات كان يسمى بشارع إحدى ألأميرات من أخوات الملك فاروق وأتذكر أنها ألأميرة فوقيه إن لم تكن فريال!!..أعذرنى فمبادئ الزهايمر تفرض وجودها بالقوة،وبالقسوة

شارع مصر والسودان الذى قد يمتد من دير الملاك حتى نهايته من بداية الوايلى كان 
!اإسمه شارع ملك مصر والسودان..وكنا نختصره إلى شارع الملك،..ا
وبالمرة يجاورة شارع طويل كان يعرف باسم شارع الملكة نازلى وهى أم الملك 
فاروق..وألآن أصبح إسمه شارع رمسيس...رغم أن رمسيس لم يعجبه الحال فتركه وقال بلاد الله خلق الله..أنا رايح الصحرا فيه هدوء مش دوشة ووجع دماغ!أما ماعلق بذاكرتى ولم يمسسها الملعون حتى ألآن فهو شارع مصنع الطرابيش بالعباسية..الذى كان يوجد به فعلآ مصنع للطرابيش رمز العزة للمصريين إذ كان المصريون على اختلاف طوائفهم قد استعاروا من ألأتراك شيئين هامين:ا
ألأول هو الطربوش الذى كان يغطى الرأس وهورمز للأحترام والتبجيل،فالموظف لابد وأن يدخل على رئيسه بالطربوش وألا يكون رأسه عاريآ..فذلك عيب وعدم إحترام..وفى المحكمة كان ولابد من أن يرتدى الحضور مابين محامى ومتهم أو مدعى الطربوش فى حضور القاضى..ومن لم يكن يملك طربوش وجار عليه الزمن ووقع فى قضية..كان يخطف طربوش من أحد معارفه ليدخل به المحكمة ويرجعه ثانية؟؟
زقد امتدت يد التقدم للطربوش معلنة تمردها عليه ورفع العصيان إليه..فألغت الحكومة الجديدة لبس الطربوش حتى بين عساكر البوليس واستبدل بالكاب لديهم ،أما عامة الشعب فعلى مايبدو أنه قد ظك أن إلغاء لبس الطربوش يعطيه شعورآ أكبر بالحرية والتخلص من التبعية لدولة لاتمتلك شئ من فرض السيطرة علينا مهما كانت!ا
ولكن حكزمة الثورة لم تفطن لأنها ألغت الطربوش فأبقت على إسم مصنع الطرابيش بالعباسية..حتى اليوم؟؟
ولم أرى سيادة الطربوش فى المجتمع إلا بالنذر اليسير بين الناس وتدرج ألأمر شيئآ فشيآ..حتى انمحى..لم يكن يلبسه سوى ألأستاذ زكى المهندس أبوالراحلة صفية المهندس ألأذاعية الكبيرة..وأخيها فؤاد المهندس..وكان عضوآ بالمجمع اللغوى ويحضر ألإجتماعات بالطربوش..وفى الصعيد كنت تحظى ولو مرة برؤية عمدة يرتدى جلباب صوف أو جوخ...وطبعآ سيادتك لاتعرف الصوف من الجوخ|..وليس هذا ذنبك بل ذنب الزمن الردئ الذى حرمنا من الجيد وترك لنا الغث!ألأمر التركى ألآخر هو اليشمك الذى كانت ترتديه النساء حتى وقت هدى شعراوى وصفية زغلول حيث قامتا بنزع اليشمك وقيل عنهما أنهما قد اختارا السفور...ثم رجع ثانية بفضل النهضة ألأسلامية المرعبة التى نعيشها ألآن من تحجب وتنقب..ولاندرى ماسينبئ عنه تطور النهضة ألأسلامية فيما بعد؟؟
آآه نسيت أقولك أنه كان هناك فئة يطلق عليها الغفر فى القرى والنجوع تحت رئاسة حضرةالعمدة تشكل قوات ألأمن لديه..وكنت لاترى الغفير منهم إلا وهو ممسك قطعة قماش كخرقة ممزوجة بالجاز |الكيروسين| حيث طيلة اليوم يقوم بتلميع شيئين هما:البندقية التى هى عهدة لدية..والنمرة النحاسية التى يحملها ومكانها فى واجهة الطربوش الذى يكبس على نافوخه؟؟الشئ الغريب هو أنه إزاء هذا المجهود الذى يستغرقه فى تلميع البندقية الخشبية أنه لايوجد بها رصاص حى أو حتى فشنك؟؟يعنى البندقية منظرة فقط حتى يظن الناس أنه رجل مسلح فيخافون منه؟؟
ومادمنا قد تكلمنا على شوارع القاهرة من ناحية مسمياتها فما هو الحال بالنسبة لكثافة سكانها؟؟
كانت القاهرة -ولم تعد اليوم-قبلة كل المديريات أو المحافظات ..والفرق بينهما لايخفى عليك فالمديرية تقسيم إدارى به كثافة سكانية كبيرة،أما المحافظة فبها عدد نسبى قليل..المديريات كانت مثل مديرية  الفؤادية(كفر الشيخ)،الغربية،الدقهلية...وكل الصعيد من الجيزة حتى أسوان كانت مديريات..أما القاهرة وألأسكندرية وماعداهما فهم محافظات..مثل دمياط..التى أظن والعلم عند الله أن الله قد خلقها بعد أن خلق العالم كله ثم استدرك فقال..زى بعضه نخلق دمياط..إلا أنه طيب خاطرها بعد ذلك فذكرها فى العهد القديم باسم كفتور..وظلت حتى اليوم بطبيعتها وقوقعتها التى لاتتغير أو تتبدل.ا

No comments: