Saturday, May 24, 2014

(1) شاهد على العصر

أعجب  لكل من يشرئب عنقه ويحاول أن يصرخ سواء من فمه أو من أظافر قدميه وبكل قوة ..قوة الواثق..أو قوة المتمكن مما يهذى أو يقول...يسقط..يسقط حكم العسكر؟؟
وأعجب أكثر حين أشاهد غلام لم يبلغ الحلم بعد يصيح بملئ فيه ويقول مش عاوزين عبيد البيادة؟؟
هوه انت سنك كام يابنى علشان تقول عسكر وبيادة؟؟هل رأيت العسكر بسنابك خيولهم يتخطون جثث المصريين حتى يصلوا لأغراضهم؟؟
أرجوك بهدوء حاول أن تستمع لشهادة رجل مثل مايقال..بيلعب فى الوقت الضائع!!وليس حزنآ أنى أشعر بأنى أودع نلك الدنيا بمرها قبل حلوها ولكن فرحآ أنى أمتلك خزانة مليئة بالذكريات التى تتيح لى وتعطينى الحق كل الحق أن أسرد ماشاهدت وأن أكون بحق شاهد على العصر
فى صباح يوم 23يوليو من عام 1952 أى من 62 سنة بالتقريب الغير مجحف..وكنت وقتها فى السنة الثالثة ألإبتدائى..ولم يكن لدينا كى جى وان أو ديه...كان هناك التعليم ألإلزامى الذى يجبر ولى ألأمر أن يرسل بولده إلى المدرسة ولم يكن حبآ شديدآ فى العلم والتعلم بل كان خوفآ شديدآ من دفع غرامة قدرها 5جنيهات مصرية مكتوب عليها"إدفعوا لحامل هذا السند....إلى آخر تلك الديباجة التى كان ولا بد أن يصدرها البنك ألأهلى المصرى والذى كان له حق إصدار النقد..!!ا
من سنة خمسين حتى سنة إتنين وخمسين عشنا سنوات كلها إضرابات..التلاميذ الكبار..يعنى فى سنة رابعة إبتدائى لابسين الطرابيش يقودوا المظاهرة السلمية الصامته والتى كنت أحد أعضائها بحكم روح القطيع التى دفعتنى ...هذا أولآ،وثانيآ بحكم الدفعة أو الحماسة التى غدت تذاع من خلال الراديو والذى يؤكد على ضرورة أن يرحل ألأنجليز عن تراب مصر الغالية..وسمعنا أن هناك مايدعى بالفدائيين فى بلد يعرف بالأسماعيلية كنا لانعيه إلا من خلال نداء بائع البطيخ والشمام..الذى كان يؤكد لكل من يشترى الشمام أنه شمام إسماعيلاوى..ماشى مافى مشاكل
لكن كانت المظاهرات خاصة فى السنة الثالثة ألأبتدائى هى ألأصل وماعداها من أيام يجب أن تنتظم بها الدراسة لهو ألإستثناء..يعنى بصريح العبارة ضاعت السنة أونطة بين صراخ وصياح ..يسقط ألأنجليز...ألأستقلال التام أو الموت الزؤام..وأراهنك على أن أحدآ من أعضاء المظاهرة لو سألته مامعنى الموت الزؤام..لكانت نظرات عينيه ولجلجة لسانه خير دليل على أنه قد قام باجابة نموذجية لاتغنى ولا تسمن من جوع.ا
وقد صاحب ذلك ألأضطراب إضطراب آخر فى شئون الحكم فقد كان شهر يوليو من عام52 مادة دسمة للقائمين على تحرير ألأخبار بالإذاعة المصرية التى كان مذيعوها من جهابذة ألأعلام مثل -وكلهم قد رحلوا-حسنى الحديدى كبير المذيعين،جلال معوض،صلاح زكى وفهمى عمر..إلى جانب كوكبة أخرى كان لها الحظ أن أذاعت أنباء خربطة الملك فاروق ألأول والعلامات ألأولى نحو توجه الدوله نحو أن تكون دوله حاكمها هو الهوى..ويتغير رئيس وزرائها كل خمسة عشر يومآ..بل \ان \احدهم كلف بتشكيل الوزارة واستمر على كرسيه 48ساعة فقط ليعلن إستقالته ثم ليصدر ألأمر السامى ثانية بتكليفة بالتشكيل الوزارى...؟؟كان رئيس الوزراء حسين سرى باشا..وكان أيضآ من كلف بالوزارة نجيب الهلالى باشا..وأيضآ الداهية الكبرى على ماهر باشا..عفوآ كان يحمل لقب صاحب المقام الرفيع ...!ا
وقد كانت ألأمور فى حالة إضطراب بين ولم يتوانى الأستاذ العميد على ان يسجل ذلك فى إحدى روائعة حيث مازلت أعى بعضآ منها"وقد عرف المصريون ذلك..فضاقوا به أشد الضيق،وكرهوا حياتهم العامة،وبرموا بحياتهم الخاصة"،كان ذلك سردآ أدبيآ تفضل به طاها حسين ليعلم القاصى والدانى أن مصر على شفا تغيير سياسى  أو إجتماعى، وربما تكون على أعتاب ثورة..أو إنقلاب،أو حرب أهلية؟؟كان الشك هو العملة الرديئة التى طردت العملة الجيدة وهى اليقين والتيقن من أنه سيحدث شيئ ما..ماهو؟؟ماكنهه،من سيقوم به؟؟وهل يوجد بمصر من يستطيع أن يشيل الشيلة أو ليتحمل المسئولية،وماذا يخبئ القدر لكى يامصر؟؟
غدآ لو ملاك الموت أمهلنى فسأكمل لك أو معك ماأنوى أن أتذكره؟؟






No comments: