Saturday, May 24, 2014

شاهد على العصر (2)

إذن كانت مصر من شمالها إلى جنوبها مستعدة ومهيأة لأن يتغير نظام غير مستقر ـيقال أن سيرة ألأسرة الملكية قد تلوثت بعد أن سمحت الملكة ألأم لأبنتها أن تتزوج السيد /رياض غالى المسيحى الديانة وهى المسلمة ودينها يأبى أن تفترش المسلمة لمسيحى 
"مشرك" وقامت الدنيا وقعدت ولكن نداء القلب كان أقوى من كل تهديد ،أو وعيد من تجريد للأموال..أو إسقاط لقب ملتصق بالأميرة فتحية أخت الملك..وقد كان من توابع هذه الحادثة أن لحقت ألأم الملكة "نازلى"ببنتها وسافروا إلى أمريكا ،ثم تنصرت ألأم وبطبيعة الحال كانت ألأميرة فتحية أسبق منها لأن تكون مسيحية الديانة !!ا
تشرذمت ألأمور ولم يعد الملك هو الملك القوى الذى يشد ويحزم أمور البلاد..ا
وعلى الجانب ألآخر كانت المنشورات الملتهبة تغزو صفوف الجيس بقيادة الفريق محمد حيدر ومعروف أن تلك المنشورات كانت تمهر بامضاء "الضباط ألأحرار" ولم تفلح قيادات القلم السياسى أن توقع بجذور تلك الفئة المناوئة للحكم..حتى صبيحة يوم 23يوليو 1952..وقد كنت صبيآ ذو حصيلة من المعلومات التاريخية لابأس بها لكى أستقبل الحدث وأحلل مدلوله بقدر ألإمكان..وظهر بالصحافة التى لم تكن سوى صحيفتين لاثالث لهما..ألأهرام..والمصرى..ألأولى كان يملكها أخوان من الشوام هبطا مصر ليؤسسوا جريدة..ولمن لايعلم أن أول عدد صدر من جريدة \الهرام كان بالأسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة بشارع مظلزم ..أو امتداد شارع الساحة حيث شهد هذا المبنى تاريخآ يؤرخ لحقبة من الزمان من عمر مصر..ومن بعض تلك ألأمور أن عقد به اجتماع لوزراء مصر؟؟
فى صبيحة يوم 23 يوليو نطق عسكر مصر بصوت من يمثلهم إعلامي’ وهو أنور السادات..أن الجيش قد قام بثورة..لأن مصر بها فساد..ولآن مصر قد أصابها العفن فكان الجيش هو حامى الحمى وهو رجل ألأزمات سباقآ كى ينتشل البلاد من الهاوية ليصعد بها إلى مصاف الدول ألأخرى
وخلال ثلاثة أيام كانت المصرى وهى الصحيفة ألأخرى التى ذكرتها لك يملكها ألأخوان"أحمد ومحمود أبوالفتح..وكان مقرها بشارع القصر العينى فى مواجهة محطة بنزين التعاون الحالية..
رأينا صور رجل بالكاب وعلى كتفيه سيفين لينطقا بأنه رجل كبارة برتبة اللواء يتفقد شوارع القاهرة..ويحيى الشعب دونما شغب أو هياج بل تمتد ألأيدى وتشرئب ألأعناق كى تحاول أن تسلم عليه تحييه وتعلن قبولها لما أقدم عليه الجيش من عمل ينذر بانتهاء حقبة ركود وكساد فى الحراك السياسى والإجتماعى
فى الساعة السادسة من يوم 26 يوليو نطق مذيع الراديو،وهو الوسيلة ألإعلامية الوحيدة المنطوقة فى ذلك الوقت بأن جلالة الملك المعظم قد قبل أن يتنازل عن عرش مصر لوليده الذى لم يكن ليتجاوز أشهرآ قليلة والموافقة أيضآ على الخروج من مصر ؟؟
الموضوع بجد..وألأمور أصبحت أكثر سخونة..وقد كان هناك فريقان..أحدهما مؤيد لخروج الملك وأظن أن هذا الفريق لم يكن يعى بالضبط ماذا يعنى خروج ملك البلاد الذى كنا نعظمه،ونبجله ونقول له كل صباح فى الطابور المدرسى...عاش ملك مصر والسودان..ا
الفريق ألآخر كان كمن وقع عليه قوالب من الطوب فأفقدته الوعى ولم ينطق إلا بكلمات قليلة
معقولة..والله ده كلام فارغ المللك يخرج؟؟لآ مش مصدق..وكلمات أخرى ضاعت فى زحمة أعنية للسيدة سعاد محمد تقول فيها""يامجاهد فى سبيل الله..ده اليوم إللى بتتمناه؟؟
وخرج الملك بعد أن لقن أحد الضباط ألأحرار درسآ فى التعامل مع الرؤساء أو الملوك..كان إلى جوار اللواء محمد نجيب قائد الثورة قائد الجناح جمال سالم أحد أفراد مجلس قيادة الثورة..يودعان الملك نيابة عن مجلس القيادة..وطقت فى مخ السيد قائد الجناح أنه قد أصبح من ضمن حكام مصـــــر..فلماذا يحيى الملك المخلوع؟؟ولماذا يلبس الكاب ويمسك بالعصا كما تم تلقينه من قبل حال الرسميات؟؟
وقف أمام الملك المخلوع عارى الرأس..ويمسك بالعصا فى وضع يعد من الموائع..فنظر إليه الملك المخلوع شذرآ موجهآ إليه الكلام"ا
إتعلم ياولد أن تحترم مليكك..!!وقد لحق الموقف اللواء نجيب وأمر جمال سالم أن يلبس الكاب وأن يمسك بالعصا فى وضع التحية العسكرية لمليك مصـــــــر

No comments: